سورة هود - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


قوله تعالى: {فإِن تولَّوا} فيه قولان:
أحدهما: أنه فعل ماضي، معناه: فان أعرضوا. فعلى هذا، في الآية إِضمار، تلخيصه: فان أعرضوا فقل لهم: قد أبلغتكم، هذا مذهب مقاتل في آخرين.
والثاني: أنه خطاب للحاضرين، وتقديره: فان تتولَّوا، فاستثقلوا الجمع بين تاءين متحركتين، فاقتُصر على إِحداهما، وأسقطت الأخرى، كما قال النابغة:
المرءُ يَهْوى أَنْ يَعْي *** شَ وطُوْلُ عَيْشٍ قدَ يَضُرُّهْ
تَفْنَى بَشَاَشُتُه ويَبْ *** قَى بَعْد حُلْوِ العَيْشِ مُرُّهْ
وتَصَرَّفُ الأيّامُ حت *** ى ما يَرَى شيئاً يَسُرُّهْ
أراد: وتتصرف الأيام، فأسقط إِحدى التاءين، ذكره ابن الأنباري.
قوله تعالى: {ويستخلفُ ربي قوماً غيركم} فيه وعيد لهم بالهلاك. {إِن ربي على كل شيء حفيظ} فيه قولان:
أحدهما: حفيظ على أعمال العباد حتى يجازيَهم بها.
والثاني: أن {على} بمعنى اللام، فالمعنى: لكل شيء حافظ، فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء.


قوله تعالى: {ولما جاء أمرنا} فيه قولان:
أحدهما: جاء عذابنا، قاله ابن عباس.
والثاني: جاء أمرنا بهلاكهم.
قوله تعالى: {نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمةٍ منَّا} فيه قولان:
أحدهما: نجيناهم من العذاب بنعمتنا.
والثاني: نجيناهم بأن هديناهم إِلى الإِيمان، وعصمناهم من الكفر، روي القولان عن ابن عباس.
قوله تعالى: {ونجيناهم من عذاب غليظ} أي: شديد، وهو ما استحقه قوم هود من عذاب الدنيا والآخرة.


قوله تعالى: {وتلك عاد} يعني القبيلة. {وعصوا رسله} لقائل أن يقول: إِنما أُرسل إِليهم هود وحده، فكيف ذُكر بلفظ الجمع؟ فالجواب من ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه قد يذكر لفظ الجمع ويراد به الواحد، كقوله: {أم يحسدون الناس} [النساء: 54] والمراد به النبي صلى الله عليه وسلم وحده.
والثاني: أن من كذَّب رسولاً واحداً فقد كذَّب الكلَّ.
والثالث: أن كل مرة ينذرهم فيها هي رسالة مجدَّدة وهو بها رسول.
قوله تعالى: {واتَّبعوا} أي: واتبع الأتباع أمر الرؤساء.
والجبار: الذي طال وفات اليد. وللعلماء في الجبار أربعة أقوال:
أحدها: أنه الذي يقتل على الغضب ويعاقب على الغضب، قاله الكلبي.
والثاني: أنه الذي يجبر الناس على ما يريد، قاله الزجاج.
والثالث: أنه المسلَّط.
والرابع: أنه العظيم في نفسه، المتكبّر على العباد، ذكرهما ابن الأنباري. والذي ذكرناه يجمع هذه الأقوال، وقد زدنا هذا شرحاً في [المائدة: 22].
وأما العنيد: فهو الذي لا يقبل الحق. قال ابن قتيبة: العَنود، والعنيد، والعاند: المعارض لك بالخلاف عليك.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13