قوله تعالى: {فإِن تولَّوا} فيه قولان:أحدهما: أنه فعل ماضي، معناه: فان أعرضوا. فعلى هذا، في الآية إِضمار، تلخيصه: فان أعرضوا فقل لهم: قد أبلغتكم، هذا مذهب مقاتل في آخرين.والثاني: أنه خطاب للحاضرين، وتقديره: فان تتولَّوا، فاستثقلوا الجمع بين تاءين متحركتين، فاقتُصر على إِحداهما، وأسقطت الأخرى، كما قال النابغة:المرءُ يَهْوى أَنْ يَعْي *** شَ وطُوْلُ عَيْشٍ قدَ يَضُرُّهْتَفْنَى بَشَاَشُتُه ويَبْ *** قَى بَعْد حُلْوِ العَيْشِ مُرُّهْوتَصَرَّفُ الأيّامُ حت *** ى ما يَرَى شيئاً يَسُرُّهْأراد: وتتصرف الأيام، فأسقط إِحدى التاءين، ذكره ابن الأنباري.قوله تعالى: {ويستخلفُ ربي قوماً غيركم} فيه وعيد لهم بالهلاك. {إِن ربي على كل شيء حفيظ} فيه قولان:أحدهما: حفيظ على أعمال العباد حتى يجازيَهم بها.والثاني: أن {على} بمعنى اللام، فالمعنى: لكل شيء حافظ، فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء.